منها الحصبة وحمى الضنك.. تحذيرات من كارثة صحية وسط تفشي الأوبئة في اليمن

منها الحصبة وحمى الضنك.. تحذيرات من كارثة صحية وسط تفشي الأوبئة في اليمن
نساء وأطفال يمنيون- أرشيف

شهدت مديريات ساحل حضرموت في اليمن ارتفاعًا مقلقًا في حالات الإصابة بأمراض وبائية خطرة، أبرزها الحصبة وحمى الضنك، حيث شكّل الأطفال النسبة الكبرى من الضحايا. 

وتفاقم هذا الوضع مع محدودية الإمكانات الطبية، ونقص الأدوية، وضعف التغطية بالتطعيمات، ما يهدد بتحوّل الأزمة الصحية إلى كارثة إنسانية إذا لم يُتخذ تدخل عاجل.

وأعلنت دائرة الترصد الوبائي بمكتب الصحة في ساحل حضرموت، في بيان، السبت، عن تسجيل 884 حالة اشتباه بالأمراض الوبائية منذ بداية العام وحتى 7 أغسطس 2025، بينها 45 إصابة مؤكدة مخبريًا. 

وشملت هذه الإصابات خمس حالات بحمى الضنك، وسبعًا وثلاثين حالة بالحصبة، وثلاث حالات بالكوليرا. وأسفرت موجة التفشي عن أربع وفيات جميعها مرتبطة بالحصبة.

تفشي الحصبة في المكلا

أظهرت الإحصاءات أن الحصبة كانت الأكثر انتشارًا بواقع 387 حالة اشتباه، تصدرت منها مدينة المكلا بـ122 حالة، تلتها مديرية الديس بـ67 حالة، ثم غيل باوزير بـ56 حالة، والشحر بـ38 حالة. 

أما حمى الضنك فقد سُجلت 371 حالة اشتباه، في حين بلغ عدد حالات الكوليرا 126 حالة، غالبيتها في مديرية حجر.

وبيّنت البيانات أن 66% من حالات الحصبة لم تتلق أي جرعة لقاح، وهو مؤشر على ضعف منظومة التطعيم، خاصة في المناطق النائية. 

وأسهم تراجع حملات التوعية، ونقص الكوادر الطبية، ومحدودية الموارد، في خلق بيئة خصبة لانتشار الأوبئة، خصوصًا مع دخول موسم الأمطار الذي يزيد نشاط البعوض الناقل للأمراض الفيروسية.

تحذير من الانفجار الوبائي

أفادت مصادر طبية محلية أن نسبة كبيرة من الإصابات كانت بين الأطفال، ما رفع من خطورة الوضع، في ظل معاناة المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات. 

وحذرت هذه المصادر من أن استمرار الإهمال قد يدفع بالأمراض إلى الانتشار نحو المديريات الداخلية التي تعاني ضعف خدمات الترصد الصحي وصعوبة الوصول إليها.

وطالبت الجهات الصحية، بدعم من المنظمات الدولية، بتكثيف حملات التطعيم، وتعزيز إجراءات الترصد، وتوسيع برامج التوعية المجتمعية، إضافة إلى تحسين تجهيزات المرافق الطبية. 

وأكدت أن التدخل المبكر هو الخيار الوحيد لمنع تحوّل الإصابات الحالية إلى موجة وبائية يصعب احتواؤها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية